إمراءه من طراز خاص

قصة ومعنى...........14


ضاقت علي الدنيا .. وخذيت غترتي على كتفي
ورحت لمركز الشرطة .. وفتحوا محضر
وحولوني على الادعاء والتحقيق العام
وقلت لهم اللي صار .. لكن قالوا
نبي نخليك معنا في السجن كم يوم الين ينتهي التحقيق
.
.
ومن سجن الى سجن .. الى أن وصلت هنا
.
.
كان العم يوسف يحكي حكايته
أسمع بعض الكلام .. وبعضه يضيع
وسط حشرجات الألم .. ونزيف المشاعر
وأنا ساكت .. بدون أي كلام
حتى لم أرفع رأسي لأنظر الى وجهه
فقد كان حجم الجرح كبير جدا
وأعمق من أن يستوعبه قلب أب
وقع من قمة الأمل .. الى قاعة الألم
.
.
انسحبت
.
كانت الساعة قد تجاوزت الثانية بعد منتصف الليل
ذهبت .. لأتمدد في الممر .. بجوار عبدالباري
كان عبدالباري لايزال صاحيا
حيث رفع غترته من على وجهه
وقال .. هااه شايفك تتسحب تالي الليل
من وين جاي ..
لم أرد عليه
تمددت .. وأنا في حالة ذهول !!
.
.
في صلاة الفجر .. لم أجرؤ أن أصلي بجواره
مع أني قد رأيت طاقيته بجواره يحجز بها مكاني
وعند الاقامة كان يتلفت يبحث عني
.
.
صليت بعيدا .. لا أعلم لماذا !!
قد يكون زخم المشاعر .. وعمق الألم
قد غمرني !!
.
.
رجعت بعد صلاة الفجر أبحث عن مكان هادي
لأنام فيه .. قال لي عبدالباري تعال
وأخذني الى سرير فاضي في عزبة رقم 1
وقال ان صاحب هذا السرير عنده
موعد اليوم في المحكمة وبيطلع مابيرجع
الا الظهر
.
.
دخلت في السرير لأنام
تصدقون أول مرة أنام على سرير منذ أكثر من شهرين
وفعلا .. نمت نووووم عميق
.
.
وقبل الظهر لقيت صاحب السرير قد رجع من المحكمة
ويريد أن ينام
فقمت .. وذهبت الى الممر
حيث المجموعات من السجناء
يتكلمون ويضحكون .. وبعضهم يلعبون ورقه
.
.
شعرت بالرغبة في العودة الى العم يوسف
لقيت عبدالباري جالس مع مجموعة
وقال تعال اجلس
قلت لأ شكرا .. أنا معزوم
ضحك وقال يالله أنا معك
.
.
رحنا للعم يوسف .. ولقيناه جالس
في السطح .. وعندما رأني
تهلل وجهه فرح .. وقال
بصوت عالي لأول مرة
أرحبوا أرحبوا .. أقلطوا
ضحكت .. وضحك عبدالباري
بينما سمعت ضحكات السجناء في عزبة رقم 7
يقولون .. والله انك يالدوسري منت بسيط
خليت أبو الهول يتكلم
.
.
طلعت بالسلم وتبعني عبدالباري
وعرفت عبدالباري على العم يوسف
قال العم يوسف : وينك اليوم ماصليت الفجر
قلت : الا لكن جيت متأخر
.
.
وحسيت اني جالس مع شخص آخر
العم يوسف يضحك بصوت عالي
ويتكلم بكل أريحية
.
.
شعرت بأن حكايته كانت حجرا يثقل على قلبه
ويعيق مشاعره وتفكيرة
.
.
وبقينا نتكلم حتى أذان الظهر
وصلينا ..
مر اليوم جميل وهادي
وفي الليل قال عبدالباري هاه وش رأيك نروح نسهر عند صاحبك
قلت يالله .. ورحنا وسهرنا الى الثالثة فجرا تكلمنا في كل شيء
الا المشاكل .
.
تعلمت في السجن ان ليس شرطا أن يكون موتي
بتوقف الحياة في جسدي
ولكن هناك نوع آخر من الموت
رأيته هنا
.
.
انه موت من نوع آخر
لا أعرف كيف أصفه
ولكني وجدت أناسا
يسيرون ويتكلمون ويأكلون ويشربون
ولاشيء آخر .. لا أهداف ولا أحلام
ولاطموحات .. ولارؤية .. ولا رسالة
لاشيء .. أبدا
سوى الأكل والشرب والنوم
.
.
أليس هذا نوع من أنواع الموت
.
.
.
.
.
.
عذرا فقد بدأت ذاتي تأخذني من الناس هنا
العم يوسف
تذكرته
.
.
انه هناك في السطوح
يرقب الحركة .. بصمت
وكم أشعر بالنشوة تهز أعماقي
حين أقرأ السعادة في عينيه
كلما رآني .. وتلك الابتسامة التي
يرسمها على وجهه
.
.
رجعت اليه .. وصعدت السلم
ليفسح لي المكان
ويمد يده ليضعها على يدي
معبرا عن سعادته بقدومي
.
.
جلست معه وأنا أفكر في نفس
السؤال الذي تفكرون فيه
لماذا فعل رياااان كل هذا ؟
كنت أشعر في أعماقي بأن هناك جزء
مفقود في الحكاية ..
.
.
وبدأت كعادتي الحديث بشكل عام
عن الأوضاع .. وبعض الطرف
والذكريات
.
.
ثم أقترب من حكايتي
وأسباب وجودي هنا
ليتشجع ويحكي
وقد شعرت بأنه سيحكي
عندما بدأت ملامح وجهه في التغير
وبدأت نظراته تتوه في جدران الزنزانه
.
.
قال وبحرقة
( الله يهديك ياريان )
.
.
سكت .. لم أفتح شفتي !!
أنتظر
.
.
زفر زفرة عميقه
وكعادته .. عض على شفته السفلي
وأغمض عينيه .. لتخرج دمعة يتيمة
يهز رأسه بعدها
.
.
ويسود الصمت .. ثواني
حسبتها سنين
.
.
لتخرج زفرة كبيرة .. ويخرج معها
كمية كبيرة من الهواء .. محملة بالألم
.
.
ويفتح عينيه
ويقول
.
.
تعرف ليش !
هزيت رأسي .. دون كلام
قال
ريان من يوم تزوج وهو يبي نصيبه في الميراث
عشان يبتني عليه بيت
وأنا قلت له أصبر شوي
لأني مابعد قسمت الورث بينين وبين خوي
.
.
وقررت اني أتصدق بقطعة أرض على الطريق
للأوقاف عشان يبنون عليها مسجد
وقف صدقة لأمي وبوي
الله يرحمهم
.
.
وموقع المسجد اللي نبي نسويه
موقع ممتاز لأنه على الخط ويصلح تجاري وسكني
لكن أنا أشوف انه بيكون أحسن لو خليته مسجد
عشان الناس يمرون عليه والمسافرين
.
.
وطبعا أعترض ريان
وأصريت أنا
ومادريت بنيته الين جاني الخبر
بعد مادخلت السجن أنه زور أوراق
مبايعه بيني وبينه على اني بايعه الأرض
وفي يوم جاني العسكري
وقال أنت مطلوب في كتابة العدل عشان
المبايعه بينك وبين ولدك
ريان يوسف
.
.
طبعا انصدمت .. ومابينت
الين رحت لكتابة العدل
ولقيت ريان عن الشيخ
ولا سلم علي
ويوم سألني الشيخ
هل بعت ولدك ريان الأرض
قلت نعم ياشيخ
لكني أبي أرجع في البيع
.
.
عشان ما أورط ريان .. ولاتروح الأرض
وخرج ريان حتى ماطالع في وجهي
.
.
الله يهديه ويصلحه
.
.
توقف العم يوسف
وبلاوعي مني
اقتربت من العم يوسف
وقبلت رأسه
بكيت
حينها
.
.
شعرت بحجم المعاناة
يالظلم الأقارب
.......🌸🌸...🌸🌸.........
مدونة امرأة من طراز خاص
👸خدمة امرأة من طراز خاص 👸
بقيادة المدربة والاستشارية الأسرية
🎀 أ.أروى حسين
👈حسابنا على تويتر وفيسبوك وانستجرام📲 @semfonias
👈تليجرام 📲
�@semfonias4
للانضمام لخدمتنا النسائية
💟التواصل مع المشرفة ام باسل
�+966 53 573 0504
شاركها في جوجل+

0 التعليقات:

إرسال تعليق